الشهيد صالح بن يوسف رمز النضال القومي في تونس

Publié le par tunistoire

85.jpg

الشهيد صالح بن يوسف رمز النضال القومي في تونس

فتحي بالحاج (ج 1)


يعتبر الشهيد صالح بن يوسف من الوجوه القومية العربية المناضلة في ساحة تونس. و يمثل علامة مضيئة في تاريخ النضال القومي العربي ضد الاستعمار. وخلافا لما يروجه بعض أحفاد المدارس الفرنكفونية، وجماعة "حزب فرنسا الأم" من أن الصراع بين صالح بن يوسف وبورقيبة كان صراع بين الزعامات، فإن الحقائق تيبين أن الصراع الدامي الذي انطاق سنة 1955 كان صراعا حول الهوية وحول انتماء تزنس القومي. لم يكن خلافا حول المناصب ومن يقود بل كان صراعا بين خيارين سياسيين" الخيار القومي العربي، خيار الاستقلال التام والعودة إلى الحاضنة العربية. وبين خيار التفاوض والولاء لفرنسا الأم., خيار باريس أقرب لنا من القاهرة. كان صراعا بين خيارين ثقافيين بين الانتماء إلى الهوية العربية
واللغة العربية والثقافة العربية وبين خيار الهوية الغربية، خيار التقليد خيار الذي لايرى لتونس خيار خير الخيار الثقافي الفرنسي لأنه حسب زعمه خيار "الحداثة والعلم والمعرفة". لقد كان التيار العروبي القومي سابقا على ظهور صالح بن يوسف، لكن يمكن أن نقول أنه مع المناضل الكبير صالح بن يوسف، أخذ منعرجا سياسيا جديدا وهو تجاوز مرحلة المطلبية الثقافية إلى التأكيد على البعد النضالي السياسي للعمل القومي, فلم تعد العروبة تأكيد على مسلمات ثقافية وفكرية، بل برنامج حركي ونضالي للقوميين من أجل تنظيم الجماهير وتحقيق الحلم القومي. لقد حول المسلمات الفكرية والثقافية إلى حافز إلأى الفعل السياسي وللنضال والكفاح ضد المستعمر وأذنابه. كان التيار العروبي متواجد داخل الحزب الدستوري الذي تحول إلى اداة للنضال والكفاح ضد المستعمر. لقد كان العروبيون مكون أساسي فيه. بل أن الأب الروحي للتيار العروبي في تونس كانم المؤسس للحزب الدستوري. ولقد كانت وجوه نضالية دافعت على التوجه العروبي داخل الحزب حتى انقلاب صفاقس 1955. نذكر منهم يوسف الرويسي والدكتور الحبيب ثامر. كلها عبرت بشكل أو بأخر على هذا التوجه داخل، إضافة إلى التضحيات الجسام التي قدمتها الحركة الزيتونية..صالح بن يوسف النشأة والتكوين: ينحدر صالح بن يوسف من عائلة ميسور الحال بجزيوة جربة جنوب تونس. وقد عرفت جزيرة جربة بوجود عائلات تجارية ثرية، ثراء العائلة مكن المناضل صالح بن يوسف من مواصلة دراسته الجامعية. ولد بقرية ميدون في 11 أكتوبر 1907. تعلم مبادئ القراءة و الكتابة في كتاب القرية (جامع حاضر باش) ونهل من الثقافة العربية الاسلامية. ففي وسط هذه العائلة الجنوبية المحافظة، المتشغفة للعلم والمعرفة، تربى صالح بن يوسف إلى جانب دروس الكتاب والمسجد. و لما بلغ الثامنة من عمره ارسله جده إلى العاصمة ليتعلم في المدارس العصرية فتحصل على الشهادة الابتدائية في مدرسة نهج التريبينال ثم التحق بمعهد كارنو و بما انه لم يكن للغة العربية نصيب هام في ذلك المعهد انتدب له والده أحد شيوخ الزيتونة المتضلعين في اللغة فتكون على يده. و كان في الان نفسه يتابع الدروس الليلية في مدرسة العطارين فنال من تلك المدرسة المؤهل العربي ثم نال الديبلوم العالي العربي ومن معهد كارنو الباكلوريا سنة 1930. تحصّل على الاجازة في الحقوق و العلوم السياسية سنة 1933 من جامعة السربون. وعاد إلى تونس في صائفة 1934 ليفتح مكتب محاماة جعله مقرا لنشاطه الوطني والتحق مباشرة بصفوف الحزب الحر الدستوري الجديد. وأصبح من القيادات الحركة الوطنية في تونس. كان صالح بن يوسف وزوجته كريما ومحبوبا لدى كل المناضلين. لقد كان طليقا منفتحا لا يمتلك أي احساس بالنقص. كانت لقاءاته، سواء في المغرب أو في الشرق العربي، تكلل بالنجاح ويجد سهولة في ربط وتوطيد العلاقات خاصة في المشرق العربي. إن هذا التكوين الأساسي المعرفي يفسر جانبا ما من شخصية المناضل صالح بن يوسف، ومن مواقفه سواء من التواجد الفرنسي أو من الخيار الفكري والثقافي لبورقيبة. فرفض اتفاقية الحكم الذاتي واعتبرها خضوعا للارادة الفرنسية، ورفض رفضا مطلقا فكرة مقايضة استقلال تونس بالتنصل من الالتزام مع الثورة في الجزائر وفي المغرب. تكوبنه هذا يفسر أيضا، تمسكه الشديد بانتمائه العربي واعتزازه بثقافته العربية، بالرغم من ممارسته العديد من الوظائف السياسية والحكومية. فعملية فصل تونس على انتمائها القومي العربي وقبول استقلال منقوص مقابل التنصل مما يتعرض له عرب الجزائر كانت الخطوط التي لا يمكن أن يتجاوزها أي سياسي، ومناضل سوي تربى ونهل من الثقافة العربية الاسلامية. من هذه الزاوية نفهم تمسك صالح بن يوسف بخيار تحرير المغرب العربي كل المغرب العربي. فهيكل شخصية صالح بن يوسف قد تكونت داخل أسرة عربية اسلامية. ثم اشتد عودها واكتمل بناءها داخل تكوين زيتوني على يد شيوخ انتدبهم له والده إلى البيت. يضاف إلى هذا تكوين خاص وليلي من الثقافة والمعارف الفرنسية. فشخصية تشربت الثقافة العربية لا يمكن أن تؤثر فيها تيارات التغريب التي تعمل على سلخ المثقف العربي من انتمائه الحضاري القومي والثقافي. ولا تغريها المناصب التي تعمل على ابعاد المناضل والمقاوم على قضاياه الأساسية. تولى صالح بن يوسف العديد من المناصب القيادية داخل الحزب الحر الدستوري وخاصة الأمانة العامة. عرف عنه بالاستقامة وتمسكه الشديد بالخيار الوطني والعربي ، منذ 1955 أصبح الممثل للتيار العروبي داخل الحزب الدستوري إذ تزعم الشق المناهض لسياسة الولاء لفرنسا الأم التي كان يدعو إليها بورقيبة. وكانت تواجه العديد مقاومة شرسة من قبل التيار العروبي المتجذر داخل الحزب الحر الدستوري. ساهم صالح بن يوسف في قيادة الحركة الوطنية في مواجهة الاستعمار الفرنسي.. عارض سنة 1955 الإستقلال الداخلي الذي قبل به بورقيبة مما أدى إلى حدوث صدام مع التيار الموالي للثقافة لفرنسا.. فالقرارات التي تم التوقيع عليها هي قرارات مصيرية ليست لتونس فقط بل للمغرب العربي وللأمة العربية. بدأ الصراع مفتوح بين التيار قومي عربي الانتماء القومي العربي تحت قيادة صالح بن يوسف وتيار لا يريد فك الارتباط الثقافي والسياسي مع فرنسا الأم يرى في المرحلة الاستعمارية مجرد سوء بفاهم بين أعضاء العائلة الواحدة. ففرنسا هي الدولة الأم وأنها تمثل المرجعية لخيار الثقافي والاجتماعي. أما رؤية صالح بن يوسف تؤكد أن انتماء تونس للأمة العربية، ولا يرى لها استقلالا ولا تحررا من نير الاستعمار إلا داخل الحاضنة القومية العربية، وضمن خيار استقلال المغرب العربي. حول تطور الوعي القومي العربي في تونسلم يكن حزب الدستوزر حزب يخضع لايديولوجيا معينة ففيه التقت العديد من الايديولوجيات والتوجهات الفكرية. لقد كان الحزب حزب الحركة الوطنية يرفع شعار الاستقلال الوطني وشعار دسور مدني ينظم الحياة السياسية بعد خروج المستعمر.فنجد فيه الليبراليون والعروبيون وأنصار التوجه السلفي. وانصار المنبهرين بخطاب الحداثة الغربي والاستقلال دون فك الارتباط الثقافي والفكري مع فرنسا. لكن يجمعهم برنامج وطني. الذي يهمنا في هذه الورقة السريعة وهو أن التوجه القومي العربي كان متواجدا داخل الحزب وخارجه وكان يدعو ويؤكد على انتماء تونس القومي العربي. بدأت تدخل تونس الانتماء القومي العربي بداية - 647 م، وهكذا بدأت مرحلة التكوين القومي العربي مع قدوم الفاتحين. بدأت تونس تنتقل من المرحلة القبلية والشعوبية التي كانت تعيشها قبل الاسلام لتبدأ عملية انصهار قومي وحضاري عربي. وانتشر فيها الاسلام بسرعة، وتعربت تونس وأصبحت جزءا لا يتجزأ من التكوين القومي العربي. ولن نستعرض هنا تلك المراحل التاريخية التي مرت بها تونس وما شهدته من صراع بين نزعة الانطواء والانغلاق وما ممثلته لتونس من تصحر وجفاف وبين نزعة التوحد والتوحيد وما كان تمثله لتونس من سنين الرخاء والازدهار الفكري والثقافي. الذي يعنينا أن فرنسا التي غزت تونس بعد سيطرت قبلها على الجزائر كانت قد دخلت اقليما عربيا، ولم يتنازل عليه الاتراك إلا مقابل تنازلات فرنسية للآتراك لحماية وجودهم القومي. تونس العربية قلضة استعمار جديد. فمنذ انتصاب الحملاية 1881 ظهرت مقاومة شعبية ضدالفرنسيين وضد الباي الذي استسلم لهم. وهي حقبة تستحق الدراسة والبحث من جديد. وقد بدأت فرنسا في ضرب النسيج الاجتماعي والثقافي والاقتصادي لتونس لمحاولة فرنستها، وجعلها صورة مشوهة لما يريدها المسنعمرون. وتكونت جمعيات المقاومة منها تونس الفتاة في سنة 1907 والشبان التونسيون التي قاومت المحتل فوق أي أرض عربية. وقدمت يد المساعدة للأخوة العرب في مواجهة الهجمة الاستعمارية ساندت عرب ليبيا في مواجهة الغزو الايطالي في سنة 1911 مما ادى الى نفي زعماء الحركة وتشريدهم. وكذلك بالنسبة لمواجهة الغزو الصهيوني لفلسطين فقد تطوع العديد من عرب تونس للجهاد في سبيل فلسطين منذ عشرينات القرن الماضي ومع بداية الغزو الصهيوني لفلسطين. بعد الحرب العالمية الاولى مثل الشيخ عبد العزيز الثعالبي التيار العروبي الاسلامي في مواجهة الغزو الفرنسي. ويمكن اعتبار الأب الروحي للتيار القومي العربي الاصلاحي في تونس العربية بقدر ما دعا إلى الاصلاح أكد على الثقافة العربية الاسلامية وعلى ضرورة الوحدة العربية ويعتبر مرجعية لتيار الهوية في تونس. بغض النظر عن العديد من الأحطاء التي عبرت عنها التجربة بعد الثعالبي الذي يعتبر الرجل الذي بذر بداية التفكير العروبي في تونس فإن هذا الوعي القومي بدأ يتشكل وينموا وياخذ ابعادا جديدة أكثر وعيا بالسياسي وبمفهوم القومية، "فالجنسية العربية" التي كلنت كثيرا ما تستعمل وهي نقلا على أدبياتن الغرب. فإن مصطلح القومية والأمة العربية بدأ يظهر للوجود. وبدأت الكتابات تعطي للعروبة بعدها السياسي والمعرفي. فهي ليست مجرد انتماء ثقافي واغوي بل هو انتماء قومي بما يعنية من وحددة المصير القومي ومن ضرورة مواجهة موحدة للوجدو الاستعماري الذي يجثم على الجسد العربي. ويمكن اعتبار أن أكثر المحاولات الأكثر جدية هي محولة المناضل الراحل يوسف الرويسي في برلين سنة 1945. وكان قد أنشا العربي في دمشق جريدة اسبوعية تحمل اسم – المغرب العربي – وهي من اول الجرائدة التي حملت الفكرة القومية العربية في تونس وعبرت بشكل واضح عن تبلور الفكرة القومية العربية. نجد في افتتاحية العدد الاول : - لما كانت البلاد العربية وخاصة الجزء المغربي منها تجتاز مرحلة من اصعب مراحل تاريخها فقد فرض المستعمرون الظالمون على هذا الجزء ان يعيش منعزلا عن العالم منفصلا عن بقية اجزاء الوطن العربي مقيدا عن الحركة ، مقضيا عليه بالصمت وعدم ابداء رايه في تقرير مصيره من هذه الاحداث الكبرى والانقلابات العالمية الجارية اليوم مقيمين بدلا من صوت الشعب الناقم على الوضع الظالم المفروض عليه بالقوة القاهرة ابواقا لدعايتهم الاستعمارية الاثيمة". وفي احدى المحاضرات التي القاها عام 1947 يقول الرويسي : - العمل على تحقيق وحدة الوطن العربي الصحيحة من خليج العجم الى المحيط الاطلسي وايجاد التعارف واحكام اواصر الاخوة بين المغاربة والمشارقة والتعريف بالمشرق لدى المغرب وبالمغرب لدى المشرق –– انتم ايها القوميون العرب يدعوكم الواجب القومي لمشاطرتنا عبء هذه المسؤوليات الثقيلة لان الاجيال القادمة سوف لا تفرق بين مغرب ومشرق في مسؤولية مصير الامة العربية – ومن الوجوه السياسية في تونس العربية التي حملت لواء الانتماء القومي العربي هو الدكتور الحبيب ثامر الذي أكد في كتابه– هذه تونس أن تونس بعد هجرة بني هلال اليها في القرن الحادي عشر أصبحت جزء لا يتجزأ من التكوين العربي. ويعتبر من الوجوه التي حمات لواء النضال ضد الاستعمار والوجود الفرنسي في المغرب العربي وقد كثف نشاطه في جمعية «طلبة شمال افريقيا المسلمين» متمسكا بمطلب : توفير التعليم لأبناء أقطار المغرب العربي، ذلك أن العلم هو الوسيلة الوحيدة الكفيلة بتحرير الشعوب من كل أشكال الوصاية والهيمنة والإذلال، ومنها كذلك ضرورة استعمال اللغة العربية بصفة رسمية في المدارس والمعاهد، ونادى مع رفاقه بوجوب إقرار برنامج تعليمي موحد لكل بلدان المغرب العربي، وألحوا على إدراج مادة تاريخ الحضارة العربية الإسلامية، وعلى ضرورة تعليم البنت والمرأة ضمانا لتربية الأجيال القادمة. أضافة إلى نضاله الطلابي فأن الشهيد الحبيب ثامر لعب دورا مهما في الحركة الوطنية وفي ربطها بين المشرق والمغرب. فقد لعب حلقة الوصل. بين شرق الوطن وغربهز فكان من مؤسسي مكتب المغرب العربي في القاهرة سنة 1947 القد كان مثالا للوطنية وللعطاء والبذل والتضحية ورمزا في ولائه اللعروبة ولوحدة المغرب العربي، مثل الدكتور الحبيب ثامر تونس في حضور المؤتمر الإقتصادي الإسلامي الذي وقع في باكستان، بعاصمتها كاراتشي، نوفمبر سنة 1949 ، وإثر انتهاء أشغال المؤتمر، قام بجولة في باكستان، وألقى محاضرات هناك معرفا بالقضية التونسية، ولما كان عائدا ، اصطدمت الطائرة التي كانت تقله ، في طريق عودتها من مدينة ( لاهور ) الباكستانية إلى العاصمة كاراتشي، ليلة الثلاثاء 13 ديسمبر سنة 1949، بقمة جبل، فلقي حتفه مع كل المسافرين. منذ الثعالبي والدعوة العروبية تتراوح بين الثقافي والسياسي بشكل محتشم أو تحت سيطرة فكرة التوازن الداخلي للحزب الحر الدستوري. تطورت مطالب الدفاع عن الهوية العربي لتونس مع صالح بن يوسف وذلك بتحويل الثقافي في اتجاه السياسي، و أصبح الثقافي جزء من السياسي. هذا التحول حدث بحكم التفاعل الايجابي مع الحركة الزيتونية التي دمجت المطالب الاصلاحية التعليمية مع مطالب الحفاظ على الهوية ومقاومة المستعمرأذا أضفنا إليها التطورات الايجابية التي شهدتها الجامعة الزيتونية في اتجاه الانتصار لخيار الهوية العربية والثقافة الاسلامية والتأكيد على ضرورة ربط تونس بمحيطها العربي ماضيا ومستقبلا. ويمكن حصر الأهداف التي رفعتها:ـ الدعوة ألى الدفاع على الهوية العربية في مواجهة تيارات الغزو الثقافي الفركفونية وغيرها. والتمسك بالغة العربية. هكذا فإن اشكالية الهوية لم تكن تفصل بين العروبة والاسلام. بل إن الدفاع عن العروبة هو دفاع عن الاسلام.؟ ذلك أن دعوة التفريق بين العروبة والاسلام أو محاولة الفصل بينهما جاءت متأخرة إلى تونس في بداية السبعينات وذلك مع ظهرور التيار السلفي المتأثر بحركة الاخوان المسلمين التي نشأت في العشرينات في مصر. ـ الأرض العربية وحدة متكاملة فحيث هناك استعمار هناك جهاد لذلك نجد اهل تونس قد تطوعوا في أغلب الأقاليم العربية, فما إن تأتي هجمة استعمارية جديدة إلا وكان عرب تونس الأوائل للتطوع للجهاد فكانوا في فلسطين في الجزائر و ضد الاحتلال الايطالي لليبيا وضد الاحتلال الفرنسيل سورية.. ـ لايمكن فصل الاستقلال الوطني في تونس عن الاستقلال بالنسبة للأقاليم العربية الأخرى, المطالبة بالاستقلال تحت راية العروبة والاسلام ,هذه اللمحة المقتضبة تعطينا فكرة على طبيعة الأرضية الفكرية والسياسية التي ظهر فيها المناضل صالخ بن وسف لقد كانت الساحة السياسية في تونس مهيأة لظهور شخصية عروبية قومية مناضلة تحمل على عاتقها عملية تحرير تونس م والمغرب العربي من الهيمنة الفرنسية. ولم يكن بورقيبة بحكم تكوينه بحكم تركيبته النفسية والثقافية وبحكم ولاءاته الشساسية أن يلعب هذا الدور. فكانت شخصية بن يوسف مؤهلة لأن تلعب هذا الدةور وتقوم بعملين انتقال من الثقافي السياسي إلى النضال السياسي الذي يؤكد على مبدأ التحرير داخل المنظزمة القومية العربية, لقد شكل صالح بن يوسف نقلة نوعية في النضال القومي في تونس من أجل عروبة تونس. فقد تمكن من أن يجمع فيه الرصيد النضالي الثقافي الذي كان يرفع شعار الهوية الثقافية وأيضا بوادر الفعل السياسي للقوميين العرب سواء من قبل الذين سبقوه أم من الذين كانوا رفاق دربه. . لقد أحدث صالح بن يوسف نقلة نوعية في عمل القوميين العرب في تونس. لقد رفع الشعار القومي لا للولاء لفرنسا نعم لتحرير كل المغرب العربي كوحدة جغرافية واجتماعية وسياسية. مع التواصل مع مصر ثورة يوليو فرض البديل القومي نفسه كبديل تحرري تجمعت حوله الجماهير من المحيط إلى الخليج. لقد كان الالتقاء يثورة مصر القومية نقطة انطلاقة جديدة للعمل القومي العربي في تونس هذه الثورة التي رفعت شعار على الاستعمار أن يرفع عصاه ويرحل. ليتمم حلقة وينضج مرحاة من لنضال الثقافي والسياسي. ( يتبع) فتحي بالحاج

Publié dans صالح بن يوسف

Pour être informé des derniers articles, inscrivez vous :
Commenter cet article
H
3lach mata3emloulnach 7ezba sala7 ben yousef ana jerbi pur wfama barch jraba y7abou yenta5bou 7ezeb sala7 ben yousef
Répondre