الفيلم الوثائقي "صالح بن يوسف جريمة دولة" قريبا في دور السينما

Publié le par tunistoire


يبدو أنّ المخرج التونسي المقيم في لندن جمال دلاّلي قد تخيّر لأعماله التخصص في سير شخصيات تونسية تعمّدت التأريخية الرسمية تجاهلها أو تناسيها. وهو ما حدا به إلى أن يقدم أعمالا مثل "المنصف باي" و"فرحات حشاد" الذي أنتجته الجزيرة الوثائقية. وكان الدلالي قد اعترف في وقت سابق أن عملية تصوير الفيلمين تمّت في كنف السرية المطلقة بعيدا عن عين الرقيب في النظام التونسي السابق.
هذه الأيام يتجول دلاّلي بعدسته في تونس من أجل إتمام تصوير عمله الوثائقي الجديد والذي تخيّر أن

يسرد فيه فنيّا سيرة المناضل التونسي صالح بن يوسف من خلال شريط يحمل عنوان "صالح بن يوسف.. جريمة دولة" وهو أيضا من إنتاج الجزيرة الوثائقية.

المخرج جمال الدلالي


ولم يشأ المخرج أن يكون عمله مجرد سرد تاريخيّ لأحداث بل سعى ليضفي على العمل مسحة روائية من خلال التعاون مع المخرجة التونسية إيمان بن حسين التي اهتمت بالجانب الروائي في الفيلم. ليكون فيلمه من نوع الدوكدراما وهو الأسلوب الذي اتبعه الدلالي في كل أفلامه الوثائقية.
ويسعى الدلاّلي في أعماله إلى تقديم قراءة جديدة للرواية التاريخية التي عادة ما تكون على قياس النظام الحاكم وتحمل في طيّاتها كثيرا من المغالطات والتضخيم لذات الحاكم وهو ما كان في تونس حيث دأب كتبة التاريخ التونسي لتلميع صورة الحاكم وكمس معالم الثراء وسحب صفة النضال عن كل رموز البلاد بقطع النظر عن المرحلة التي عاشوا فيها أو أثّروا فيها. أعمال الدلاّلي تدخل في إطار تقديم الصورة الأخرى، الصورة الأكثر واقعية والتي تحمل جزءا كبيرا من الحقيقة التي أراد البعض تزييفها أو محوها من الذاكرة.

آخر أعمال جمال الدلاّلي والذي يواصل تصوير آخر لقطاته يتمحور حول شخصية الزعيم التونسي الراحل صالح بن يوسف الذي أثارت حياته مثل وفاته جدلا كبيرا سواء في مرحلة حكم الزعيم بورقيبة أو بعد ذلك مع مرحلة الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي. وإلى حد الآن وفي مراحل تصويره الأخيرة يحمل الفيلم عنوان "صالح بن يوسف.. جريمة دولة" ويسرد الفيلم تفاصيل عن حياة الزعيم بن يوسف ومراحل نضاله والذي يعتبر أحد أبرز زعماء الحركة الوطنية التونسية الذين عرفوا بنقده الشديد ومعارضته لكثير من مواقف بورقيبة.
انطلق المخرج في التصوير منذ ستّة أشهر واختار أن يقوم بالتصوير في أحد الفنادق في جهة "لافايات" بالعاصمة تونس، وفيما يتعلّق بالسيناريو فقد اعتمد المخرج على عدد من الأشرطة الوثائقية بمساعدة من الأستاذ لطفي زيتون الباحث في التاريخ المعاصر مع الاعتماد على الأرشيف الخاص بالزعيم بن يوسف والذي يعتبر نادرا جدا بعد أن تعرض إلى الإتلاف، ومع ذلك هناك محاولات حثيثة للحصول على أكثر ما أمكن من وثائق حول حياة الراحل.

بين التوثيقي والروائي
شخصيات العمل تنقسم إلى نوعين : الأولى شخصيات واقعية تسرد وتروي تفاصيل عايشتها في حياة بن يوسف مثل زوجته وأبنائه وبعض المقربين منه والمعاصرين له، وممثّلين تقمصوا أدوارا لشخصيات تاريخية معيّنة وقد اهتمّت المخرجة إيمان بن حسين بهذا الجانب حيث اختارت عددا من الممثّلين بملامح مشابهة للشخصيات الواقعية. ومن المشاهد التي تمّ تصويرها مثلا صورت لقاء بورقيبة ببن يوسف في سويسرا والخلاف الحاد الذي دار بينهما والذي جعل بورقيبة يتخذ قرار اغتياله بالتعاون مع بشير زرق العيون وبن طربوط الذين خططا لعملية الاغتيال والتي تمت في بون بألمانيا. الفيلم يتضمّن تسعة مشاهد تمثيلية يشارك فيها ممثلون أغلبهم من الوجوه الجديدة اعتمدت فيها إيمان بن حسين على البروفايل، وسعت لتقترب أكثر ما يكون إلى الشخصيات الحقيقية. حيث قامت بزيارة السيدة صوفيه بن يوسف وأبنائها لضمان أكبر قدر من المصداقية والواقعية. كما اختارت المخرجة عبد الله بورقيبة الذي تقترب ملامحه كثيرا من ملامح الزعيم الراحل بورقيبة أما دور صالح بن يوسف فقد لعبه الممثل وجدي بالقايد ونجوى مبارك في دور صوفية بن يوسف وعبد الله بن شامخ في دور بن طربوط...

الممثل وجدي بلقايد يجسد شخصية
بن يوسف

صالح بن يوسف

يعتبر الراحل صالح بن يوسف الذي ولد في جزيرة جربة يوم 11 أكتوبر/تشرين الأول سنة 1907 واغتيل في ألمانيا في العام 1961 احد أبرز زعماء الحركة الوطنية في تونس، وأحد أهمّ قادة الحزب الحر الدستوري الجديد والذي تولّى أمانته العامة. بدأت مرحلة المواجهة بينه وبين الزعيم بورقيبة حين عارض بن يوسف مشروع الاستقلال الداخلي سنة 1955 ما أدى إلى بداية صدام بين الرجلين ما أرخى بظلاله على الحزب وأحدث فيه شرخا كبيرا، ورغم حصوله على تأييد عدد كبير من قيادات الحزب إلاّ أن بن يوسف خسر معركته مع بورقيبة وخسر بالتالي الزعامة ووقع فصله من الحزب. فخيّر المنفى وسافر إلى مصر أين تقرب من الراحل جمال عبد الناصر حتى إلى أنّ تمّ اغتياله في العام 1961 في ألمانيا.

 

 

 

المعلقة الاشهارية للفيلم                  

426683_392806834068576_100000177886882_1793701_1832562667_a.jpg

Publié dans صالح بن يوسف

Pour être informé des derniers articles, inscrivez vous :
Commenter cet article
R
Il est important que le méteur en seine reste indépendant de l'influence d'el Jazira afin que rien ne soit modifizer dans l'histoire de cet assassinat et que le Quatar ne mette pas son nez dans<br /> notre histoire malgrés son aide financière.
Répondre